فصل: (سورة الفتح: الآيات 1- 9):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وجملة: {إن شاء اللّه} لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: {لا تخافون} في محلّ نصب حال من الضمير في مقصّرين.
وجملة: {علم} لا محلّ لها معطوفة على جملة صدق اللّه.
وجملة: {لم تعلموا} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {جعل} لا محلّ لها معطوفة على جملة علم.
28- (بالهدى) متعلّق بحال من رسوله (دين) معطوف على الهدى بالواو مجرور (اللام) للتعليل (يظهره) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (على الدين) متعلّق بـ (يظهره)، (كلّه) توكيد معنوي للدين مجرور مثله.
والمصدر المؤوّل (أن يظهره..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (أرسل).
(الواو) استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مجرور لفظا بالباء مرفوع محلّا فاعل كفى (شهيدا) حال منصوبة- أو تمييز-.
وجملة: {هو الذي} لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: {أرسل} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: {يظهره} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {كفى باللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{محلّقين} جمع محلّق، اسم فاعل من الرباعي حلّق- أي قصّ شعره- وزنه مفعّل بضم الميم وكسر العين المشددة.
{مقصّرين}، جمع مقصّر- أي مقصّر شعره- اسم فاعل من الرباعيّ قصّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.

.[سورة الفتح: آية 29]:

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانًا سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)}.

.الإعراب:

(رسول) خبر المبتدأ (محمّد)، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الذين (أشدّاء) خبر المبتدأ الذين (على الكفّار) متعلّق بـ (أشدّاء) (رحماء) خبر ثان مرفوع (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بـ (رحماء) (ركعا) حال من مفعول تراهم، وكذلك سجّدا (من اللّه) متعلّق بـ (يبتغون)، (في وجوههم) متعلّق بخبر المبتدأ (سيماهم)، (من أثر) متعلّق بحال من ضمير الاستقرار الذي هو خبر، (ذلك) اسم إشارة مبتدأ، والإشارة إلى الوصف المذكور، (مثلهم) مبتدأ ثان خبره (في التوراة)، {مثلهم في الإنجيل} مثل مثلهم في التوراة (كزرع) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي المثل كزرع، (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (على سوقه) متعلّق بـ (استوى)، (اللام) للتعليل (يغيظ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بهم) متعلّق بـ (يغيظ)، (منهم) متعلّق بحال من فاعل عملوا (مغفرة) مفعول ثان.
جملة: {محمّد رسول اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {الذين معه أشدّاء} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {تراهم} في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ (الذين).
وجملة: {يبتغون} في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (الذين).
وجملة: {سيماهم في وجوههم} في محلّ رفع خبر خامس للمبتدأ (الذين).
وجملة: {ذلك مثلهم في التوراة} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {مثلهم في التوراة} في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك).
وجملة: {مثلهم في الإنجيل} في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: (هو) {كزرع} لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: {أخرج شطأه} في محلّ جرّ نعت لزرع.
وجملة: {آزره} في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخرج.
وجملة: {استغلظ} في محلّ جرّ معطوفة على جملة آزره.
وجملة: {استوى} في محلّ جرّ معطوفة على جملة استغلظ.
وجملة: {يعجب} في محلّ نصب حال من فاعل استوى.
وجملة: {يغيظ} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يغيظ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره قوّاهم اللّه، أو شبّهوا بذلك، أو جعلهم بهذه الصفات.
وجملة: {وعد اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {عملوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

.الصرف:

{شطأه}، اسم بمعنى فراخ النخل أو الزرع أو بمعنى ورقه، وزنه فعل بفتح فسكون.
{آزره}، أصل المدة همزة وألف الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأزره، وزنه فاعل.
{الزرّاع}، جمع الزارع، اسم فاعل من الثلاثي زرع، وزنه فاعل.

.البلاغة:

التشبيه التمثيلى: في قوله تعالى: {سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.
شبههم بالزرع الذي يستمر في نمائه حتّى يستوي على سوقه، يعجب الزراع فيغيظ الكافر الحاسر، فوجه الشبه مركب من التدرج في النمو، والتحول من القلة إلى الكثرة إلى الاستحكام والقوة.

.الفوائد:

من (لبيان الجنس):
تأتي (من) لبيان الجنس، وكثيرا ما تقع بعد (ما) و(مهما) وهما بها أولى، لإفراط إبهامها، كقوله تعالى: {ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها} {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ}. ومن وقوعها بعد غيرهما قوله تعالى: {يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ}. وفي كتاب المصاحف لابن الأنباري أن بعض الزنادقة تمسك بقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} في الطعن على بعض الصحابة، لأن منهم- بزعمه- تفيد التبعيض، وهي ليست كذلك، بل هي للتبيين، أي الذين آمنوا هم هؤلاء.
ومثله: {الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} وكلهم محسن ومتق، وقوله تعالى: {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقولونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} فالقول فيهم ذلك كلهم كفار. واللّه أعلم. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(48) سورة الفتح مدنية وآياتها تسع وعشرون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة الفتح: الآيات 1- 9]:

{إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيمانًا مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيرًا (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7) إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)}.

.الإعراب:

{إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} إن واسمها وجملة {فتحنا} خبرها و{لك} متعلقان بفتحنا و{فتحا} مفعول مطلق و{مبينا} صفة والمراد بالفتح فتح مكة وقيل هو صلح الحديبية والصلح قد يسمى فتحا، وعبر بالماضي مع أن الفتح لم يقع بعد لأن إخبار اللّه تعالى في تحققها وتيقنها بمنزلة الكائن الموجود وسيأتي مزيد بيان لهذا الإخبار في باب البلاغة.
{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ} اللام للتعليل ويغفر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والجار والمجرور متعلقان بفتحنا وسيأتي سر جعل فتح مكة علّة للمغفرة في باب البلاغة، و{لك} متعلقان بيغفر و{اللّه} فاعل و{ما} مفعول به وجملة {تقدم} صلة و{من ذنبك} حال {وما تأخر} عطف على {ما تقدم}.
{وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطًا مُسْتَقِيمًا} {ويتم} عطف على {ليغفر} و{نعمته} مفعول به و{عليك} متعلقان بنعمته أو بيتم {ويهديك} عطف أيضا والكاف مفعول به أول و{صراطا مستقيما} مفعول به ثان أو منصوب بنزع الخافض.
{وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} عطف على {ما تقدم} و{نصرا} مفعول مطلق و{عزيزا} نعت وسيأتي سر هذا الإسناد في باب البلاغة.
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيمانًا مَعَ إِيمانِهِمْ} {هو} مبتدأ و{الذي} خبر وجملة {أنزل السكينة} صلة و{في قلوب المؤمنين} متعلقان بأنزل، و{ليزدادوا}: اللام للتعليل ويزدادوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و{إيمانا} تمييز و{مع} ظرف مكان متعلق بمحذوف نعت لإيمانا.
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} الواو عاطفة و{للّه} خبر مقدم و{جنود السموات والأرض} مبتدأ مؤخر {وكان اللّه} كان واسمها و{عليما} خبرها الأول و{حكيما} خبرها الثاني.
{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها} اللام للتعليل ويدخل فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور متعلقان بمحذوف قدره الجلال أمر بالجهاد ليدخل وعبارة أبي حيان والذي يظهر أنها تتعلق بمحذوف يدل عليه الكلام وذلك أنه قال: {وللّه جنود السموات والأرض} كان في ذلك دليل على أنه تعالى يبتلي بتلك الجنود من شاء فيقبل الخير من قضى له بالخير والشر من قضى له بالشر ليدخل المؤمنين جنات ويعذب الكفّار فاللام تتعلق بيبتلي هذه وما تعلق بالابتلاء من قبول الإيمان والكفر و{المؤمنين} مفعول به {ليدخل} {والمؤمنات} عطف على {المؤمنين} و{جنات} مفعول به ثان {ليدخل} على السعة وجملة {تجري من تحتها الأنهار} صفة لجنات و{خالدين فيها} حال.
{وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} عطف على {ما تقدم} و{سيئاتهم} مفعول {يكفر} وكان واسمها و{فوزا عظيما} خبر و{عند اللّه} ظرف مكان متعلق بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لفوزا وتقدم عليه.
{وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ} عطف أيضا و{الظانّين} نعت للمنافقين و{المشركين} و{باللّه} متعلقان بالظانّين و{ظن السوء} مفعول مطلق و{السوء} بفتح السين ومعناه الذم وبضمها معناه العذاب والهزيمة والشر وقيل هما لغتان غير أن المفتوح غلب في أن يضاف إليه ما يراد ذمّه والمضموم جرى مجرى الشر وكلاهما في الأصل مصدر والإضافة ليست من قبيل إضافة الموصوف إلى صفته فإنها غير جائزة عند البصريين لأن الصفة والموصوف عبارة عن شيء واحد فإضافة أحدهما إلى الآخر إضافة الشيء إلى نفسه بل السوء صفة لموصوف محذوف أي ظن الأمر السوء فحذف المضاف إليه وأقيمت صفة مقامه. و{عليهم} خبر مقدم و{دائرة السوء} مبتدأ مؤخر والجملة دعائية لا محل لها والدائرة في الأصل عبارة عن الخطر المحيط بالمركز ثم استعملت في الحادثة المحيطة بمن وقعت عليه إلا أن الغالب في استعمالها للمكروه وإضافة الدائرة إلى السوء من إضافة العام إلى الخاص فهي للبيان كخاتم فضة والمراد الإحاطة والشمول بحيث لا يتخطاهم السوء ولا يتجاوزهم.
{وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيرًا} الواو حرف عطف و{غضب اللّه} فعل وفاعل و{عليهم} متعلقان بغضب {ولعنهم} عطف أيضا {وأعدّ لهم جهنم} عطف أيضا {وساءت مصيرا} عطف أيضا و{مصيرا} تمييز.
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} الواو استئنافية. و{للّه} خبر مقدّم و{جنود السموات والأرض} مبتدأ مؤخر {وكان اللّه عزيزا حكيما} تقدم إعرابها قريبا وسيأتي سرّ التكرير في باب البلاغة.
{إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} إن واسمها وجملة {أرسلناك} خبرها و{شاهدا} حال {ومبشرا ونذيرا} عطف على {شاهدا}.
{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} اللام للتعليل وتؤمنوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والجار والمجرور متعلقان بأرسلناك لأنه علّة الإرسال و{باللّه} متعلقان بتؤمنوا {ورسوله} عطف على اللّه {وتعزروه} وما بعده عطف على {لتؤمنوا} والتعزير النصر والتوقير الاحترام والتعظيم وقرئت كلها بالياء والضمير للناس و{بكرة وأصيلا} ظرفان لتسبّحوه أي بالغداة والعشي، وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما صلاة الفجر وصلاة الظهر والعصر.

.البلاغة:

في هذه الآيات أفانين رفيعة من علوم البلاغة فأولها:
1- التعبير بالماضي: في قوله: {إنّا فتحنا}، فقد جاء الإخبار بالفتح على لفظ الماضي لأنها نزلت حين رجع عليه الصلاة والسلام من الحديبية قبل عام الفتح والسرّ في ذلك أن أخبار اللّه تعالى لما كانت محققة نزلت منزلة الكائنة الموجودة وفي ذلك من الفخامة والدلالة على علو شأن المخبر وصدقه ما لا يخفى على من له مسكة من عقل.
2- التعليل: وجعل تعالى فتح مكة علة للمغفرة لأن الفتح من حيث كونه جهادا وعبادة سبب للغفران وقيل السرّ فيه اجتماع ما عدد من الأمور الأربعة وهي المغفرة وإتمام النعمة والهداية والنصر العزيز كأنه قيل يسّرنا لك فتح مكة ونصرناك على عدوك لتجمع لك عزّ الدارين وأغراض العاجلة والآجلة.